📁 آخر الأخبار

قصّة اسلامها غريبة جداً




السيّدة التي ترونها في الصورة، إيزابيّلا، أو جادية بعدَ أن أسلَمَت 

منذُ أكثر من ثلاثين عاماً، عندما درستُ الماجسيتر في غرناطة 

تعرّفتُ عليها كجزء من رحلة تعرّفي على المسلمين الاسبان هناك، 

وكَثُرت اجتماعاتي معها، تناولت الغداءَ معها بعد دعوةٍ كريمةٍ منها 

في منزلها، هي سيّدة من أشبيلية تعيش في غرناطة وهي في 

الستينات من عمرها.


قصّة اسلامها غريبة جداً، من امرأة تحمل أفكار الفيمينيزم، امرأة 


غير مؤمنة بل وتحمل عداوة للإسلام، لامرأة مسلمة شاركت 


بالدعوة في ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وأفريقيا.


عندما كنتُ جالساً معها على الطاولة قالت لي جملة جعلتني أشعر 

بحرقة:

"تعلم يا نور، ما تركناه خلفنا من متاع هذه الدنيا ثمناً لإسلامنا 

وإيماننا بالله نحن الذين كنّا غير مسلمين، نلاحظ أنكم تسعون إليه 

بكل ما أوتيتم من قوّة أنتم الذين جئتم إلى هذه الدنيا وأنتم مسلمون"


حينها، صمتٌ أطبق على المكان وابتسامة ظهرت على وجهي 

تأكيداً لكلامها.


السيّدة جادية هي واحدة من شخصيّات أندلسيّة كثيرة أجريت معهم 

مقابلات، من المساهمات في الدعوة بعد أن أسلمت واليوم أحفادها 

أمامها.


قالت لي في أوّل لقاء لي معها: عندما اجتمعنا مع الشيخ (تقصد 

الشيخ الذي كان يدرّسهم الاسلام وأسلموا على يديه، الشيخ عبد 

القادر الصوفي رحمه الله) أمرنا بالهجرة إلى غرناطة كوننا كنّا قلّة 

قليلة في أشبيلية، وكانت غرناطة فيها قلّة من المسلمين الجدد أيضاً 

وكانت أكثر أمناً لنا لنبني مجتمعاً جديداً من المسلمين، لكن كنّا قد 

ضِعنا أيَّ طريق من المسلمين نتّبع، المغاربة، السعوديين، الخ. 

حتى قالَ لنا الشيخ، طريقكم يجب أن يكون من المصدر، اتّبعوا 

حياة النبي والصحابة في المدينة وكونوا مثلهم، وهكذا بدأ يكبر 

المجتمع المسلم في غرناطة مع الوقت، واليوم لدينا ثلاثة أجيال من 

المسلمين في هذه المدينة، الجيل الأخير منهم يحمل من يحفظ 

القرآن وينشر الدعوه

تعليقات